مساكو مساكو
يوسف

آخر الأخبار

يوسف
يوسف
جاري التحميل ...
يوسف

البحث رقم 5

 عملية التفكير

إنّ التفكير مظهر من مظاهر العقل، وهو عملية يقوم بها الإنسان بتنشيط ذهنه أو إعمال نظره أو خاطره في موضوع ما من أجل تحصيل المعرفة.


وفي هذه العملية يربط الإنسان بين الأفكار المتعدّدة ليزداد بصيرة بالعلاقات القائمة بينها، وليتمكّن من بناء فهم يجعله قادراً علي تنمية خبراته وحلّ مشكلاته واتخاذ قراراته بأفضل صورة ممكنة. وبعبارة أخري يقوم الإنسان بترتيب بعض ما يعلم من أجل الوصول به إلي اكتشاف المجهول.


وفي هذه العملية، كلّما يكون الإنسان أكثر وعياً بالكيفية التي يجري بموجبها انتاج الذهن للأفكار، يكون بمقدار ذلك أقدر علي انتاج الأفكار البنّاءة والتخطيط من أجل نيل المستوي الفكري الرفيع.


فلهذا ينبغي عدم ترك عملية التفكير للصدفة، بل يجب توخي المنهج الصحيح الذي يؤدي إلي تنمية التفكير، والذي يكون المرء به قادراً علي استخدام ذهنه بأفضل صورة ممكنة. 



عناصر عملية التفكير

1 - الواقع:


يكون الواقع موضوعاً للتفكير، وقد يكون هذا الواقع غير مادي، فلا يقع تحت الحسّ المباشر، فتكون المعرفة به حينئذ عن طريق الحكم علي الآثار والاستنتاج من خلال عناصر الوجود المادية. فيُعرف وجود الله سبحانه وتعالي - علي سبيل المثال - من خلال التفكر في خلق السماوات والأرض، أو يُعرف ما يقع في علم الغيب من خلال كتاب الله تعالي وسنة نبيّه(صلي الله عليه وآله) اللذين هما واقع مادي محسوس.


2 - الدماغ:


وهو يحتوي علي مجموعة ملكات تقوم بعمليات فكرية متعدّدة، من قبيل: المقارنة، التمييز، التبويب، التحليل، التركيب، التصوّر، التخيل، الافتراض، الاستقراء، القياس، الاستنتاج، التخصيص، التعميم وغير ذلك.


[18]

3 - الحواس الظاهرية:


وهي قنوات تقوم عبر السلك العصبي بانتقال الواقع إلي الدماغ، أو بعبارة أخري هي نوافذ المعرفة الانسانية التي بها يطل الإنسان علي المحيط الخارجي.


4 - المعلومات والخبرات السابقة:


وهي معلومات مهمتها تفسير الواقع الجديد. وبها يتمكّن الإنسان من تحليل الصور الجديدة التي يتلقّاها من الواقع الخارجي عبر الحواس.


وهذه المعلومات تعدّ المقياس الذي يختبر به الإنسان صواب الفكرة الجديدة أو خطأها حسب ما يرتأيه، لأنّ الإنسان لا يستطيع الإذعان بصحّة فكرة معيّنة، ما لم تكن هذه الفكرة مشابهة للصور الموجودة في ذهنه من قبل.


وهذه المعلومات اكتسابية، يكتسبها الإنسان بمرور الزمان، لأنّ ذهن الإنسان حينما يولد يكون خالياً من أية معلومة، وقد قال تعالي: ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَتِكُمْ لاَتَعْلَمُونَ شَيْا ) ]النحل: 78[.


[19]

وفي الدماغ تأخذ عملية التفكير مجراها الطبيعي، وتبدأ هذه العملية في استدعاء المعلومات والخبرات المخزونة، ويتم هذا الاستدعاء ب «التذكّر» وهي عملية تستخلص المعلومات من بين الملفات المتراكمة، وبها يتغلّب الإنسان علي عامل النسيان الذي له دور كبير - أحياناً - في تغييب المعلومات. ثم تبدأ عملية التفكير المعقّدة، وبعد تمام النشاطات الذهنية المطلوبة يتمّ صدور الحكم.

المرجع (كتاب/تنميه الوعى /الباب الاول ارتقاء المستوى الفكرى /عناصر عمليه التفكير)

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

مساكو

2016