بحث بعنوان :
تنمية التفكير و مهاراته و تحفيز الإبداع
د . بسام فضل مطاوع
التفكير سمة من سمات الإنسان ، ونشاط عقلي ميزه به الله عن سائر الكائنات ، ويعتبر تنمية مهارات التفكير بأشكالها وأنواعها المتعددة أحد أبرز أهداف التربية الحديثة التي لا تدخر جهداً في بناء وصياغة النظريات التي من شأنها أن تسهم في رقي الإنسان لإقداره على التكيف مع الحياة العصرية المتطورة .
والتفكير/ الفكر لغة " هو إعمال النظر في الأشياء أما اصطلاحٍاٍ هو " مفهوم مجرد ومعقد يعكس الطبيعة المعقدة للدماغ البشري ويشمل على أبعاد ومكونات متشابكة هي :
أ- عمليات معرفية معقدة.
ب- معرفة خاصة بمحتوى المادة.
ج- استعدادات وعوامل شخصية.
التفكير في أبسط تعريف " هو عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق الحواس الخمس ( اللمس والبصر والسمع والشم والذوق )
التفكير بمعناه الواسع / عملية بحث عن معنى في الموقف او الخبرة فيما نشاهده ونلمسه في الواقع هو نواتج التفكير وليست عملية التفكير وهذه النواتج مكتوبة أو منطوقة أو على شكل أداء حركي .( جروان ، 2004 : 6 ) .
و التفكير عملية كلية داخلية نشطة وفاعلة تتم من خلالها المعالجة العقلية للمدخلات الحسية والمعلومات المختزنة أو استدلالاتها أو الحكم عليها ، وهو في معناه العام " البحث عن المعنى سواء كان هذا المعنى موجوداً بالفعل ونحاول العثور عليه والكشف عنه ، أو استخلاص المعنى من أمور لا يبدو فيها المعنى ظاهراً ونحن الذين نستخلصه أو نعيد تشكيله من متفرقات موجودة " .
وقد عرف جون ديوي التفكير بأنه " ذلك الإجراء الذي تقدم فيه الحقائق لتمثل حقائق أخرى بطريقة تستقرئ معتقداً ما عن طريق معتقدات سابقة عليه " .
و بعبارة أخرى فالتفكير هو الوظيفة الذهنية التي يصنع بها الفرد المعنى مستخلصاً إياه من الخبرة ، وقد أشارت أدبيات التربية إلى العديد من التعريفات للتفكير نذكر منها : ـ
• التفكير هو إعادة لتنظيم ما يعرفه الفرد في أنماط جديدة وبإيجاد علاقات جديدة لم تكن معروفة له من قبل .
• التفكير هو النشاط الذي يستخدمه الفرد في حل أية مشكلة تواجهه ، وقد يكون هذا النشاط تفكيراً معقداً أو بسيطاً حسبما تكون طبيعة الموقف من حيث مدى إشكاليته وقوته .
• التفكير هو العملية الديناميكية التي ينظم به العقل خبراته بطريقة جديدة لحل مشكلة بعينها بحيث يستطيع الفرد إدراك علاقة جديدة بين موضوعين أو عدة موضوعات بغض النظر عن نوع هذه العلاقة .
ويمكن القول أن التفكير يتضمن عدداً من الأمور ويفيد في تحقيق عدد من الأغراض وفيه مهمات متعددة مثل حل المشكلات .
التمييز بين التفكير ومهارات التفكير :
التفكير: عملية كلية غير مفهومة تماما يتم فيها معالجة عقلية للمدخلات الحسية والمعلومات المسترجعة لتكوين الأفكار أو استدلالاتها أو الحكم عليها وتتضمن الإدراك والخبرة السابقة والمعالجة الواعية ومن هنا تكتسب الخبرة معنى.
مهارات التفكير: هي عمليات محددة نمارسها عن قصد لمعالجة المعلومات مثل مهارة تحديد المشكلة – إيجاد الافتراضات- تقييم قوة الدليل أو الادعاء ".( جروان ، 2004 : 7 ) .
• طبيعة التفكير
يمكن الإشارة إلى أن التفكير وحل المشكلات عمليتان غير منفصلتين تماماً ، إذ أن عمليات التفكير في مجموعها تتضمن حل المشكلة كما تستند كل عمليات حل المشكلة تقريباً إلى شكل من أشكال التفكير .